-A +A
سعيد آل مرضمة
أكتب إليك هذه الكلمات بأحرف تحمل معاني الحب والمودَّة والتقدير، والأيام بما تحمله من ذكريات ومواقف بحلوها ومرِّها خير شاهد على مودَّة وصداقة بيننا لا تنتهي بل تزيد أواصر قوتها ومتانتها يومًا بعد يوم.

صديقي الغالي... أنعم الله تعالى عليَّ بالكثير من النِّعَم، وأجزم بأن من أكبرها التي أحمد الله عليها صداقتنا التي تظلل حياتنا بظلال من الأخوَّة، أخوَّة تنير الطريق لكلينا في هذه الحياة، التي مهما ملأتها الانشغالات بالأمور الدنيوية ومتاعب الأعمال لدينا تبقى صداقتنا الواحة والشجرة الوارفة التي نستظل تحتها من هجير كل هذه المتاعب.


أعرف أنَّ السُنَّة التي وضعها الله تعالى في خَلقه هي الاختلاف حتى بين الأصدقاء في وجهات النظر، لكن هذا الاختلاف الطبيعي تجاه الحياة بمختلف تفاصيلها يجب ألَّا يؤدِّي إلى التأثير بشكل سلبي على قوة العلاقة بيننا، لهذا ليس من العيب بل من الشجاعة أن أعلن الاعتذار - من باب الإبقاء على رونق الصداقة - فالاختلاف البنَّاء في الرأي سُنَّة، والاعتذار فضيلة والإبقاء على مودَّتنا أفضل عندي من التعصُّب لرأيي بشكل يجعل مستقبل علاقة الصديقين الحميمية بيننا في مهبِّ الريح.

صديقي...

هل تعتقد أنني من الممكن أن أنسى بسبب خلاف في وجهات النظر ما جمعنا من حُب، وما ضمَّتنا من أخوَّة هي قدوة لكل صديقين متحابين في الله؟ هل تعتقد أنَّ ذكرياتنا معًا تؤثر فيها أيَّة عواصف؟ نحن أكبر وأسمى من كل هذا، وصداقتنا زهرة بيضاء نبتت في القلب، وتفتحت في القلب، ولكنّها لا تذبل.

الأيام تمُر، والحياة تأخذ الناس في سبيلها هنا وهناك، وشيء واحد يبقى، ما نحمله لبعضنا من معاني المودَّة.

إن كان قد أغضبك خلاف في الرأي فقد أغضبني هذا أكثر، لأنني أرى أنه من المستحيل أن يعكر شيء صفو صداقة تدوم ولا تنتهي.

لهذا فأنا كما أنا، وأعرف لثقتي فيك وفي المودَّة والصداقة التي بيننا أنَّك لم ولن تتغير، فالتسامح أساس الصداقة.